ماهية التسويق الذاتي و خطواتك الفعلية لتبدأ التسويق لنفسك بالشكل الصحيح

لطالما إرتبطت كلمة العلامة التجـارية أو الـ ( Branding ) بالمؤسسات والشركــات لسنوات طويلة .. نحن جميعاً بشكل أو بآخر نعيش فى عصـر العلامات التجـارية للشركات العالمية والإقليمية الضخمة ، التى أصبحـت هي الأساس خلال عشــرات السنين الاخيرة..

ولكن اليــوم ، في عصــر التوسّع الهائل فى عالم الأعمال الوظائف والشركــات ، وتمدد أعمال الشركات عابرة القارات ، والعمـل عن طريق الإنتــرنت ، والتسـويق الإليكتــروني ، والـ Freelancing  .. ومع الزيادة الهائلة فى طلبات التوظيف ، بشكـل غير متكافئ أبداً مع عدد الوظائف المتاحة ..

ظهــر ما يُسمّى بـ ( تسويق الذات ) ، أو الـ ( Personal Branding ) ..

تسويق الذات ببساطة هو العمــل على تحويــل مهاراتك الوظيفية ، وخبــراتك العملية ، وسجلّك المهنــي والإجتمـاعي إلى علامة تجــارية ذاتيه مميــزة لك ، تجذب إهتمـام الشركات والمؤسسات ، وتدفعهم للتعــاون معك تحديداً – دون غيرك –  بناءاً على تسويقك الذاتي لنفسك..

الأمـر يتجـاوز كثيـراً مفهــوم إنشــاء ( سيرة ذاتية قوية ) ، أو حشــو سيرتك الذاتية بعشرات الخبــرات .. أو الدورات التدريبية التى حصلت عليها ، او كتابة سيرة مهنية مفصّــلة تقدمها لأصحـاب العمــل بشكـل نمطي تقليدي ..

التسـويق الذاتي هو فى الحقيقة أكثــر تأثيراً وقوة وتميــزاً ولفتــاً للانظـار بكثيــر من مجـرد عمل سيرة ذاتية.. وربمـا – بلا مبالغة – هو الأساس الذي تركز عليه الشركات الكبـرى حاليـاً ، والأساس فى مستقبل التوظيف..

كيف تبدأ التسويق الذاتي لنفسك بشكل صحيح إذن ؟

خطواتك الفعلية لتبدأ التسويق لنفسك بالشكل الصحيح:

# أول خطوة : انت لست مجرد شخص.. أنت علامة تجـارية

من الآن ، تعـامل مع نفسك ، شكلك ، مهاراتك الذاتية ، مميزاتك فى التواصل ، خبراتك المهنية ، وغيــرها .. بإعتبـار أنك ( علامة تجـارية ) .. انت شركة فى حد ذاتك ، وليس مجـرد فرد باحث عن عمل أو تعــاقد أو وظيفة ، يوجد غيـره الملايين من المتقدمين..

إذا بدأت تنظـر لنفسك بهذه الطـريقة ، فأنت قطعت نصف الطريق .. أنت لست ( أحمد ) خريج كلية الهندسة الباحث عن وظيفة مناسبة .. أنت منظومة كاملة إسمها ( أحمد ) تمتلك خبرات، ومهارات ، وقدرات ، ومميــزات خاصة غير متوافرة فى الجميع ..

بهذه النظـرة المبدئية ، يكــون دورك الأساسي أن تقــوم ( بتســويق ) هذه المنظومة ، وإيصـالها بالشكــل الصحيح والذي تستحقه ، للمهتمين والمستهدفيــن للتعــاون معك ، سواءاً بتوظيفك ، أو بالتعاقد الجزئي ، أو إستغلال خدمـاتك .. إلخ..

#الخطوة الثانية .. إستبدل كلمة ( تقليدي ) بـ ( غير تقليدي ) .. دائماً !

عندما تكتـب سيرتك الذاتية ، يجب أن تستعــرض فيها بالتفصيــل كافة قدرات وإنجـازات ومهارات هذه ( المنظومة ) التى تتمثــل فيك .. مكتـوبة بشكـل إحترافي مميز غير منقــول أو معاد أو تقليدي .. تستحضـر فيها دائمـاً أنك علامة تجـارية ولست مجرد باحث عن عمــل..

مثال : بدلاً من أن تكتــب سيرة ذاتية ( تقليدية ) .. لماذا لا تُطلق موقعاً إحترافيــاً لك ، يشتمل على صورتك الشخصية .. مهاراتك .. إنجازاتك .. قدراتك .. كافة التفاصيل الخاصة بحياتك المهنية والوظيفية وحتى الإجتمـاعية؟  تبدأ فى التســويق لنفسك من خلال موقعك الإليكتــروني الشخصي الإحترافي ، بدلاً من توزيع سيرتك الذاتية العادية على الجميع ، بنفس طريقــة البحث عن عمــل فى التسعينات من القرن الماضي ؟!

من أهم وسائل التسويق الذاتي .. بل قل ، أهم وسيلة على الإطلاق للتســويق الذاتي ، هو تقــوية حضــورك الدائم مع وسائل التقنية المختلفة .. يجب أن تكون حاضراً بشكــل دائم على شبكة الإنتــرنت .. لك حساب إحترافي على لينكيد إن .. لديك وسائل تواصل إجتمــاعي نشطة .. لديك موقعك الإليكتــروني الخاص .. متواصــل عبر كافة التطبيقــات الخاصة بالإتصــال عبر الهواتف الذكيــة..

إلتصـاقك الدائم بالتقنية هو في حد ذاته وسيلة لتســويق نفسك كعلامة تجــارية ، خصوصاً إذا كنتَ نشطـاً بشكل مكثف ..

لا يوجد شـركة أو صـاحب عمــل يود الاستماع لمتقدم ما لوظيفة أو لعمــل جزئي ، او لمشــروع ، وليس لديه حساب على لينكيد إن ، أو غير متصل بالتواصل الاجتمـاعي .. او ليس لديه بريد إليكتــروني !

الخطوة الرابعة : استعراض دائم للمنجــزات

من المهم جداً في مراحل التســويق الذاتي أن تُظهــر مميزاتك .. إنجازاتك الاخيـرة .. إذا انتهيت من مشــروع ما بنجـاح لصالح شركة ، أظهــر إحتفــالك معهم ، وأعلنه للجميع .. فهذا سيجلب لك شركـات أخرى !

إذا حضــرت ندوة مهمة ، أو دورة تدريبية مميــزة فى مجال عملك ، فأعلن عنها امام الشــركات والعملاء واصحاب الاعمـال ، بكافة الأشكــال والصــور .. هذا سيثيــر أهتمـامهم أيضـاً ، وسيجعلك دائمـاً تحت أعينهم ..

حتى أعمالك التطوّعية ، من المهــم أن تشيــر إليها بكافة الوسائل ، لأنها دليــل مهم على جزء شديد التأثيــر بالنسبة لأعمال الشركــات وأصحاب المؤسسات الراغبين فى التعــاون معك ..

تذكـر دائمـا أن الفرق بين الموظف التقليدي والموظف المميــز السريع في تسلّق المناصب الوظيفية .. هو أن الموظف المميــز يبذل الكثير من وقته وجهده وتفكيــره في سبيل تسويق ذاته بشكل صحيح ومميــز يجذب إليه الأنظـار ، ويجعله هو المُستهدف دائماً بالترقية والحصــول على العروض الوظيفية !

نحن في عصــر ( تسويق الذات ) .. الـ ( Personal branding ) بكـل ماتعنيه من فن وتميــز ومهارة وإستمتاع فى عرض الانجازات ولفت أنظــار أصحاب العمل .. ولسنــا فى عصــر سيرة ذاتية تقليدية تُرســل عبر البريد الإليكتــروني ، أو تُلقــى فى درج مكتــب إحدى الشركــات ، لحيــن الإتصــال بك !